توماس مولر، هو أحد اللاعبين الذين لا يحدثوا أي ضجات إعلامية ولا تحوم حولهم الكثير من الإخبار أو الشائعات في أغلب الوقت، ولكنه على أرض الواقع يعتبر واحد من أهم وأبرز اللاعبين في ناديه بايرين ميونخ وكذلك المنتخب الألماني. يلعب توماس مولر في مركز صانع الألعاب ولكنه يتميز بحاسة تهديفيه عالية تعرف طريق الشباك جيداً. فالشخص الذي يُمعن النظر في الإنجازات التي حققها مولر على المستوى الشخصي والجماعي، سوف ينبهر مما حققه اللاعب من أرقام تاريخية هامة بالإضافة إلى حصاد العديد من الألقاب مع كل من نادي بايرن ميونخ ومنتخب الماكينات الألمانية. يتمتع مولر بشخصية هادئة لا تثير المشاكل داخل الملعب أو خارجه، كما أنه يساهم في العديد من الأعمال الخيرية وخاصةً بالأطفال.
نشأة اللاعب توماس مولر
ولد توماس مولر (Thomas Müller) بمدينة فايلهايم (Weilheim) في ألمانيا عام 1989. فقد ترعرع مولر في أسرة صغيرة مكونة من أب وأم وأخ، أحب توماس الكرة منذ الصغر وبدء ممارسة اللعبة في سن مبكر حيث أنضم وقتها لأحد الأندية المحلية التي راعت موهبته الواضحة إلى أن وصل إلى سن الحادية عشر لينضم إلى مدرسة نادي بايرين ميونخ عام 2000 حيث تدرج في كل فرق الشباب إلى أن وصل للفريق الأول.
الأندية التي لعب لها مولر
يلعب توماس مولر في صفوف النادي العملاق البافاري، نادي بايرن موينخ الألماني، منذ أن كان طفلاً حيث لعب في كل فرق الشباب حتى وصل إلى فريق الشباب تحت 19 عام والذي برز معه بشده ليتم الاستعانة به في الفريق الأول.
كانت بداية توماس مولر مع الفريق الأول بنادي بايرن ميونخ عام 2008 حيث تم استدعائه من قبل المدير الفني للفريق يورجن كلينسمان، هذا المدرب الذي لاحظ موهبة اللاعب الشاب وأراده أن ينخرط مع الفريق الأول لاكتساب الخبرات لكي يصبح فيما بعد أحد ركائز الفريق. لعب مولر 5 مباريات فقط بهذا الموسم وسجل فيهم هدف وحيد، ولكنه لاقى إستحسان الجميع بفضل موهبته الكبيرة.
بداية من الموسم التالي موسم 2009-2010 حجز مولر موقع ثابت في التشكيل الأساسي لبايرن ميونخ، فقد وثق المدير الفني الهولندي فان جال في قدرات توماس مولر فدفع به أساسياً على حساب العديد من النجوم المخضرمين أمثال كلوزه وغيره. وبالفعل لم يخيب مولر حسن ظن مدربه فيه وتمكن من تقديم موسم أكثر من رائع مع الفريق محرزاً 19 هدفاً في جميع المسابقات مساهماً في فوز العملاق البافاري بكل من بطولة الدوري والكأس والسوبر لموسم 2009-2010.
حافظ مولر (Müller) على وجوده في التشكيل الأساسي للفريق للموسم الثاني على التوالي 2010-2011، كما أستمر في التألق في هذا الموسم أيضاً محرزاً 19 هدفاً في جميع المسابقات فضلاً عن صناعة الأهداف لزملائه، ولكن لسوء الحظ لم يتمكن بايرن ميونخ من إحراز أي القاب في هذا الموسم. ونفس الحال استمر في الموسم التالي 2011-2012 بإحراز مولر 11 هدفاً وخروج البايرن بكأس السوبر فقط.
تحسن بايرن ميونخ في الموسم التالي 2012-2013 ليقدم واحدة من أبرز المواسم في تاريخ النادي الحديث، فقد قام مولر ورفاقه بحصد بطولتي الدوري والكأس على المستوى المحلي، وكذلك تألق أوروبياً وعالمياً من خلال الحصول على بطولة دوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبي وكذلك كأس العالم للأندية. أحرز مولر 23 هدفاً في 47 مباراة لعبها في كل البطولات، ليكون واحد من أبرز اللاعبين الذين ساهموا في هذا الموسم التاريخ للبايرن.
شهد موسم 2013-2014 بأضواء كبيرة على مولر، فقد أحرز اللاعب 26 هدفاً في كل المباريات التي لعبها، ليتوج بايرن ميونخ بالدوري الألماني وكأس ألمانيا في هذا الموسم بفضل مجهودات مولر وزملائه. كان من الطبيعي أن يستمر ظهور مولر في التشكيل الأساسي للفريق موسم 2014-2015 بعد مساهمة اللاعب في حصول منتخب ألمانيا على كأس العالم، حيث أحرز اللاعب 21 هدفاً في كل البطولات، ليتوج معها بايرن بالدوري الألماني. وفي الموسم التالي 2015-2016 قام مولر بإحراز أكبر عدد من الأهداف مع البايرن إلى الآن، فأحرز مولر 28 هدفاً في 38 مباراة، مساهماً في فوز البافاري ببطولتي الدوري والكأس.
يعتبر موسم 2016-2017 واحد من المواسم الغير جيدة في حياة اللاعب الألماني الهام في ظل تراجع مستواه وعدم أعتماد المدير الفني أنشلوتي عليه في أغلب المباريات الأساسية، ولهذا كان من الطبيعي أن يحرز مولر 9 أهداف فقط طوال الموسم، ليخرج اللاعب يعلنها صراحة أن هذا الموسم لم يكن جيد بالنسبة له.
توماس مولر مع المنتخب الألماني
بدء مولر مسيرته مع المنتخب الألماني عام 2004 من خلال مشاركته مع منتخب ألمانيا تحت 16 سنة، كما شارك توماس أيضاً مع المنتخب الألماني تحت 21 سنة. كان الظهور الأول لتوماس مولر في البطولات الكبرى مع المنتخب الألماني عام 2010، وتحديداً في بطولة كأس العالم والتي تألق فيها اللاعب بشدة ووصل إلى أعلى المستويات. فعلى الرغم من المنتخب الألماني لم يفز بتلك البطولة بخروجه من نص النهائي على يد المنتخب الإسباني، الا أن مولر أستطاع أن يكون هداف البطولة برصيد خمسة أهداف ليكون أصغر هداف لكأس العالم على مر التاريخ، بالإضافة إلى كونه أكثر لاعب قام بصناعة أهداف لزملائه أيضاً، ليحصل على لقبي الحذاء الذهبي لكأس العالم والفتي الذهبي لنفس البطولة.
شارك مولر بعد ذلك في بطولة يورو 2012، فقد قدم اللاعب إداء مميز جداً محرزاً سبعة أهداف في البطولة، ولكن وقتها خسر الفريق في نصف النهائي على يد المنتخب الإيطالي. أما موعد مولر مع منصة التتويج كان في كأس العالم 2014 في البرازيل، فسجل مولر 5 أهداف في هذه البطولة والتي ساهمت في حصول الماكينات الألمانية على لقب كأس العالم عن جدارة وإستحقاق.
لم يقدم توماس ورفافة الإداء المنتظر في بطولة يورو 2016، حيث خسروا على يد أصحاب الأرض المنتخب الفرنسي في نص النهائي كما كان الحال في النسخة السابقة من البطولة ذاتها.
توماس مولر خارج المستطيل الأخضر
توماس متزوج من ليزا بعد قصة حب دامت لمدة سنتين، يقول توماس أن هناك الكثير من الأشياء التي تربطهم سوياً مثل عشق كليهما للفروسية والأمكان الطبيعية الهادئة. تقدر ثروة مولر بحوالي 38 مليون دولار، حيث يحصل اللاعب على عائد سنوي قدره تسعة الالاف دولار، بالإضافة إلى قيامه ببعض الإعلانات للماركات العالمية. ينتمي مولر لمؤسسة خيرية تُدعى young wing التي تقوم بمساعدة الأطفال المرضى.
إستطاع توماس مولر في سن صغير من العمر لتكوين لنفسه تاريخ ناجح وحافل على المستوى الشخصي وعلى المستوى الجماعي، ليحفر أسمه بين كبار اللاعبين الألمان على مر التاريخ.
