ترجمة جان ن.
يشهد قطاع الكازينو نمو غير مسبوق والتي من الصعب على كل من الأكاديميين بل والممارسين على حد سواء أن يبقوا على أطلاع على كل التطورات التي يشهدها هذا المجال. يتناول المؤلف الموضوع بشكل يحاول فيه تقدم لمحة عامة عن التطورات التي شهدها عالم الكازينو في الولايات المتحدة من منظور تاريخي، بالأضافة إلى أستعراض بعض التطورات الحالية، وكذلك الأشاره إلى بعض التنبؤات بشأن المستقبل.
تاريخ الكازينوهات في الولايات المتحدة
منذ قديم الأزل كانت المقامرة جزء أساسي من البشرية، ولكن كيف تطورت المقامرة في المجتمع الحالي؟ وما هو الشكل الحالي للمقامرة في الولايات المتحدة؟ تعد ألعاب الكازينو جزء أساسي من صناعة الضيافة والفندقة، بل ويقول البعض أن ألعاب الكازينو كانت هي الصناعة الأكثر نمواً في التسعينيات وأنها القطاع الوحيد الذي توسع حقاً.
ألعاب القمار ليست جديدة على الولايات المتحدة، حيث ظهرت عدة أشكال من العاب القمار منذ تأسيس الدولة. بداية من لعبة مقاتلة الديك إلى لعبة البوكر حيث كان دائما يحب الناس تحقيق مكاسب كبيرة منذ القدم. ففي عام ١٨١٠ ظهرت في نيو اورلينز العديد من قاعات المقامرة كعدد قاعات القمار في أكبر أربعة مدن أمريكية معا. وفي عام ١٨١٥ قامت مدينة نيو أورلينز بترخيص صالات لعب القمار مع أخذ الضرائب منها والتي كان يتم التبرع بعائداتها للجمعيات الخيرية. وفي عام ١٨٢٧ أفتتح جون دافيس كريسنت هاوس Crescent House والذي يعتبر أول كازينو امريكي متكامل لألعاب القمار وممهدا لكازينوهات ولاية نيفادا.
أحب الأمريكيين العيش وفق نمط الحياة الغربية والخروج عن المعايير الأجتماعية الشرقية، الا أن التأثير الشرقي كان لا يزال يلوح في الأفق حيث بدأت ولاية كاليفورنيا في تحريم القمار، ونتيجة لهذا لجأ الناس إلى الذهاب إلى أندية قمار غير قانونية في نيفادا من أجل التمتع بنمط الحياة التي يريدونها.
الكازينوهات جزء أساسي من التاريخ الأمريكي
الكازينوهات أو كما تسمى منازل القمار، كانت ولا تزال موجودة في أماكن كثيرة في الولايات المتحدة منذ ما لا يقل عن القرن السابع عشر. وحتى الحرب العالمية الاولى كانت منازل القمار الموجودة في المدن الكبرى تصنف على أنها أماكن غير قانونية، ومع أنطلاق الحرب تم أجبار هذه المنشآت الغير قانونية على الخروج من المدن والذهاب إلى ضواحي مجاورة حتى لا يفقد الجنود أموالهم عندما يزوروا المدينة في العطلات. وبعد ذلك أرتفعت معدلات الجريمة الناتجة عن نشاط المقامرة، ولهذا تم حظر ألعاب القمار نهائياً.
في عام ١٩٣١ بدأت في نيفادا أستراتيجية ذكيه تهدف إلى تحسين الوضع المالي للدولة عن طريق أضافة الشرعية على أغلب أشكال القمار، تم أفتتاح أول نوادي لعب القمار في رينو ١٩٣٧ على يد ريموند سميث وويليام هارة. وفي عام ١٩٤٠ قام بينيامين سيجيل ببناء أول كازينو في لاس فيجاس حيث جمع هذا الكازينو كل من لعب القمار والترفيه معاً، ومن خلال عدة أجراءات قام بها هوارد هيزو أكتسبت تلك الكازينوهات أحترام كبير من قبل الجميع على الرغم من وجود بعض المخاوف، فنستيطع أن نقول أن الدولة أستطاعت أن تقبل لعب القمار وبالتالي نمت وأنتشرت الكازينوهات في ولاية نيفادا.
تشريعات سمحت بالنمو
على الرغم من ظهور القمار في الولايات المتحدة منذ زمن بعيد، الا أن كازينوهات القمار المرخصة لم تظهر الا سنه ١٩٣١ في نيفادا(Nevada) ، وفي عام ١٩٧٦ ظهرت في نيو جيرسي New Jersey. ولكن بعد هذا أصبحت صناعة الكازينو مزدهرة في أنحاء البلاد بقيمة تصل لأكثر من ٣٠ بليون دولار أمريكي.
حتى وقت قريب، كانت هناك عدة مدن رئيسية تهتم بألعاب القمار وتطورها مثل لاس فيجاس ورينو في نيفادا وأتلانتيك سيتي في نيو جيرسي. حيث ظلت لاس فيجاس النجم الساطع في سماء صناعة الكازينو حيث يأتي اليها الناس من كافة أنحاء العالم من أجل التمتع بالعاب القمار وتحقيق الأرباح منها.
قامت لاس فيجاس بجذب السياح عندما أفتتح بها أول قاعات للعب القمار عام ١٩٣١، حيث توسعت كثراً بعد الحرب العالمية الأولى. وبحلول عام ١٩٥٠ أصبحت المدينة مقصد سياحي هام حيث أحتوت على كل من الكازينوهات وكذلك الفنادق الرائعة.
في عام ١٩٩٣ زار حوالي ٢٣.٥ مليون زائر مدينة لاس فيجاس، بزيادة حوالي ٧.٥% عن العام الذي سبقه. ويتحدث ليونارد عن هذا النمو قائلاً "كان عام ١٩٩٠ عام لا يصدق بخصوص نمو لاس فيجاس حيث أرتفع عدد الزوار ١٢%، وأرتفعت نسبة الفوز في الألعاب إلى ١٨%".
فكان هناك إعلانات شهرية عن مشاريع الكازينو الجديدة وكذلك التوسعات في لاس فيجاس، مثل افتتاح ميراج عام ١٩٨٩ وكذلك إكسكاليبور عام ١٩٩٠، هذا فضلاً عن ملايين الدولارت التي تم صرفها على المطار ومراكز المؤتمرات، حيث كانت بالفعل فترة التسعينيات فترة نمو كبير في لاس فيجاس. ولا تزال لاس فيجاس تحقق النمو إلى يومنا هذا، حيث تم افتتاح كازينو فندق ام جي ام جراند سنه ١٩٩٣ والذي به ٥٠٠٠ غرفة. وعلى الرغم من وجود تشريع يسمح بإنتشار كازينوهات القمار في جميع أرجاء الولايات المتحدة، الا انه يبدو أن لاس فيجاس سوف تبقى النجم الساطع في هذه الصناعة.
بعض المجتمعات المحلية تكمل مسيرة لاس فيجاس
في الواقع، تابعت بعض المجتمعات المحلية مسيرة أضافة الشرعية على المقامرة بعد أن كانت مقصورة على عدة أماكن قليلة مثل نيفادا، ورينو، وبحيرة تاهو، حيث قامت بعض الولايات مثل نيو جيرسي بأضافة الشرعية على لعبة القمار وتحديداً في أتلانتيك عام ١٩٧٦ الأمر الذي نتج عنه تطوير كبير جداً من الناحية الاقتصادية حيث جلبت أتلانتيك سيتي ٣ مليارات دولار في كل سنه والذي يجلب للدولة ٣٩١ مليون دولار سنوياً. ولكن بعد ذلك شهدت صناعة العاب الكازينو تراجع كبير جداً في ولاية نيو جيرسي حيث تكبدت الكازينوهات في أتلانتيك سيتي خسائر تقدر بحوالي ٢٦٥ مليون دولار عام ١٩٩٠، وبالطبع كانت تلك المؤشرات لا تبشر بالخير على الأطلاق بالنسبة لمستقبل المدينة من حيث التقدم والنمو، الأمر الذي دفع حكومات تلك الولاية من تعزيز موقف أتلانتيك سيتي من خلال تطوير مركز جديد للمؤتمرات وعمل بعض التحسينات داخل المطار الإقليمي للولاية.
هناك عدد ليس بقليل من الولايات تناول موضوع تطوير الكازينوهات مثل بيلوكسي في ميسيسيبي حيث تمت الموافقة مؤخراً على مشروع تطوير فندق مارينا بيتش وتحويله إلى كازينو / فندق، فهذا التطوير يهدف إلى خلق فرص عمل جديدة وتنشيط الحالة الأقتصادية بشكل عام من خلال الأهتمام بالمجال السياحي في ولاية ميسيسيبي. وتشير التوقعات إلى وجود خطط لتحسين عدد من الفنادق الآخرى وخصوصاً في جورجيا، وفلوريدا، وألاباما، وأركنساس.
وتقدر لجنة الكازينو أن تقريبا نصف الزوار سيبقون ليلة واحدة على الأقل. – وهذه ميزة جيدة. ويرى المحللون الآخرون أن الكازينو هو مجرد وسيلة راحة إضافية للمنتجع الحالي. وعلى أية حال، فإن بدء لعب الألعاب يعتمد على تأييد إيجابي من خلال استفتاء محلي.